كشف ضابط سابق في جهاز المخابرات العراقي وخلال فترة حكم الكاظمي ،ضياء الموسوي ،اليوم الاثنين، عن ما وصفه بـ”اتصالات وتنسيقات سرية” جرت بين مسؤولين حكوميين وجهات خارجية، خاصة من الخليج العربي خلال فترة الاحتجاجات الشعبية “تشرين”.
وقال الموسوي في تصريحات متداولة إن مسؤولين من الإمارات والسعودية أجروا لقاءات متكررة في بغداد مع ضباط استخبارات خلال فترة حكومة الكاظمي، مشيرًا إلى دور اللواء ماجد والمستشار مشرق عباس، اللذين يقودان بحسب قوله قناة الحدث ووكالة (ناس) ومواقع إلكترونية تعمل على بث الأكاذيب والتضليل الإعلامي داخل المجتمع العراقي
وأكد أن “تسريب المعلومات الحساسة إلى قيادات التظاهرات تشرين كان يتم عبر مشرق عباس إما بلقاءات مباشرة أو بوسائل اتصال سرية وكان الحضور والتنسيق يُؤمن عبر دوائر مراقبة دقيقة”.
وأضاف الموسوي أن “الاجتماعات مع الضباط الخليجيين لم تكن عابرة ولا بروتوكولية، بل كانت موجهة ومنظمة أثناء ذروة الاحتجاجات، بما يشي بوجود عقل استخباراتي خارجي ساهم بتوجيه بعض مفاصل المشهد العراقي وتخليق الفوضى، وإعادة رسم الخريطة من خلف الكواليس”.
وبين أن “الكاظمي كان يلتقي سياسيين من مختلف الأطراف دون أن يكون لفريق العمليات الميدانية علمٌ مباشر بهذه اللقاءات، التي كانت تتم بسرية فائقة وتُدار غالباً من قبل مدير مكتبه أو سكرتيره الشخصي، ما يُوحي بأن الحكومة كانت تتحرك على إيقاعين، علني معلن، وسري غامض.
وتطرق الموسوي إلى دور المقربين من الكاظمي، الذين لم يكونوا مجرد مساعدين بل لاعبين رئيسيين في ميدان إدارة التظاهرات، وتحريكها وتوجيهها، ليس من منطلق وطني أو إصلاحي، بل بهدف الإمساك بزمام الشارع وضبطه بما يخدم الأجندة العليا التي لم تكن دائما عراقية الصنع.
أما عن الميزانية والنثرية الخاصة بجهاز المخابرات، فقد اكتفى الموسوي بوصفها بأنها تقع تحت بند “الصرف السري”، وتشرف عليها المديرية العامة الإدارية، حيث تختلف نسبها وحجمها من عام إلى آخر، في تعبير يُحيل إلى أن الأموال التي أُنفقت لم تكن تخضع لرقابة دقيقة، بل كانت تُصرف في صمت كما تُشعل النيران في الخفاء