وكالة النخيل الاخبارية

الجمعة ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ | 2024/03/29
تويتر
فيسبوك
انستقرام
يوتيوب
تلغرام
Rss

الحشد وتغيير مسار المؤامرة

الحشد وتغيير مسار المؤامرة

بقلم: عبدالهادي الموسوي

 قال تعالى: {اليوم يأس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشونِ}

قد يتصور البعض أن ما حدث في العراق بشكل عام، وما وقع في غرب العراق بشكل خاص بدءاً بمسلسل الإعتصامات ومروراً بسقوط المَوصل تتلوها الأنبار وانتهاء بمجموعة من المعادلات التي أراد البعض وهو يلوّح بعصا الإرهاب ويمارس الذبح والقتل، فرضها على العراق.

قد يبدو للبعض أن هذه الأحداث والقرارات والتحولات والقتل والذبح والإحتلال وتدمير الإنسان وتشويه الإسلام ورفع راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) صدفةً أو مشروعاً طارئاً أفرزته أخطاء سياسية أو ضعف في الفعل الدبلوماسي والقرار السياسي بشكل عام.

لكن ما كشفته الأحداث وأبرزته الحوادث المتواليات أظهر وبشكل لا يقبل الشك أن هنالك سيلاً من المؤامرات على العراق والأمة الإسلامية تنتظر أيّ ضعف في الأداء الحكومي أو الفعل الدبلوماسي أو حدوث أي فجوة في جدار الوحدة الوطنية المنيع؛ لينقضّ المتآمرون ويشنّ الحاقدون على العراق حربهم وبأي شكل كان!! حتى لو كان تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)؛ ليحقق أعداء العراق وأعداء الإسلام ضربة قاصمة مركبة يسقط بها العراق ويُشوَّه من خلالها الإسلام ثم يتم تشويه عقائد الناس والعود بهم إلى عصر محاكم التفتيش!!

لقد أراد أعداء الإسلام القضاء على الإسلام وكل الأديان وتشويه جميع المذاهب وتحريمها وإعادة هيكلة الفكر والثقافة والعقيدة الإسلامية طبق دين وعقيدة داعش المنحرفة الضالة، لكن {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} إنقلب السحر على الساحر وجاءت فتوى المرجعية كتدخل إلهي واضح قلب السحر على الساحر وجيّش العراق بكل مذاهبه وأديانه حشداً مقدساً يذبّ عن العراق ويحمي مقدساته ويدافع عن بيضة الإسلام ويرسم صورة ناصعة عن الإسلام الحق إسلام آل محمد عليهم السلام والصحابة والتابعين المنتجبين رضوان الله تعالى عليهم، بديلاً عن إسلام التكفير والذبح، إسلام إسرائيل وأمريكا والقوى الإمبريالة الظالمة التي خططت متشيطنةً مستعينة بكل الأساليب الغادرة الكاذبة القذرة للإطاحة بالعراق وتشويه روعة الإسلام وعظمته.

الحشد المقدس المليوني حشد العقيدة والفداء حشد الإسلام والمسيحية وكل القوى الشريفة التي أرخصت الدماء وتشاورت وتشاركت وتعاضدت لتطيح بأكبر مؤامرة خطط لها شياطين السياسة العالمية وألبسوها لباس الإسلام وعنونوها براية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وجهزوا لها وأعدوا لها العدة؛ ليغرق العراق ويُذبح شيعة العراق وتْغيّر عقيدتم قهراً ويُقتل السنة والمسيح والإيزديين وكافة المذاهب والإثنيات والأديان ويدخل الجميع بلا استثناء في دين داعش (إسلام إسرائيل وأمريكا ومحور الشر العالمي) دين التخلف والقتل والدماء، الدين الذي همّه الأكبر هدر ثروات المسلمين وتسليم نفط العراق لأمريكا وإسرائيل، ثم إلهاء الأمة الإسلامية عن قضيتها المقدسة في فلسطين؛ لتبقى إسرائيل تعبث بأرص فلسطين ويستمر مسلسل المؤامرات على الأمة الإسلامة، بعد القضاءطبعاً وبشكل كامل على محور المقاومة الصامد بوجه إسرائيل والمخططات الأمريكية والإمبريالة.

لقد كانت المؤامرة تقضي بأن ينتهي خط المقاومة وينهار محورها، لكننا نشاهد اليوم خطّ المقاومة والممانعة في أحسن حالاته وأكثر أيامه عدة وعديداً وإيماناً وثباتاً على مبادئه وأهدافه الكبرى، وقد أدرك أعداء الإسلام من جديد قوة الإسلام التي تكمن في مرجعيّاته الربّانية المخلصة وقواه الشعبية المؤمنة المدركة لكل المؤامرات بدعم وتأييد وتسديد الله تعالى.

قال تعالى: {اليوم يأس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشونِ}

تعلیقات الزوار
ارسال تعلیق